خطوات كتابة السيناريو :-
إن كتابة السيناريو عنصر خاص في السينما يكاد يكون فنا بمفردة , فهو العلة الأولى التي تجذب المنتج وتصنع الأساس لكل مايليها , إن البناء والشكل الخارجي للسيناريو لايعد كافيا لكتابة سيناريو مكتمل العناصر لذا يجب ان يبدأ حديثي التعلم بعملية الكتابة نفسها ..
أولا : المادة :
يبدأ السيناريو عادة بقصة ملخصة ، كتلك القصص التي نسمعها ونرويها لبعضنا البعض ويمكن أن تستلهم من قصة واقعية , أو من كتاب , أو مسرحية , أو تنبع من خيال وخبرة الكاتب نفسه . والذي يجعل قصة ما تصلح لتحويلها إلى سيناريو هو مقدار العامل المرئي بها فالقصة التي تدور أحداثها لمدة ساعتين في نفس الغرفة, تصلح مسرحية أكثر منها فيلما , فمن الصعب أن تكون غرفة واحدة جذابة من الناحية المرئية لهذه المدة الطويلة
. أما القصة التي تحكي بلغة غنية وتفاصيل نفسية لشخصيات , ربما تصلح لتكون رواية , حيث أنة من النادر أن يتسع السيناريو من حيث الوقت لتفاصيل كل هذه الأشياء أما تلك القصة التي تقع في عدة أماكن ويلعب فيها المكان , والألوان , والإضاءة , والحركة دورا اساسيا في عملية السرد فهي الأصلح لتصبح فيلما وبذالك تكون الخطوة الأولى في كتابة السيناريو هي فهم ما الذي يجعل القصة فيلما.
يجب أن يكتب كاتب السيناريو فيما يحب .. يجب أن يتركز النص حول الشخصيات والمواقف التي تعبر عن اهتمامه وليس الذي يظن أنه سينول اهتمام الآخرين .. يجب أن يعزل حديثي العهد بالكتابة حياتهم الخاصة عن العمل, عند إذن تستطيع الأفكار والمشاعر أن تتدفق إلى العمل . وتدريجيا مع الخبرة والجهد سوف ينجح كاتب السيناريو في البعد عن المعوقات الشخصية ويدع العناصر الأخرى التي تثير اهتمامه بالظهور .
ثانيا : آليات كتابة السيناريو :
الطريقة المنهجية والطريقة العملية :
ينصح الكثير من كتاب السيناريو والخبراء في الكتابة السينمائية بكتابة خطة تفصيلية واضحة للسيناريو قبل البدء في عملية الكتابة . ويمكننا تسمية هذه الطريقة بالطريقة المنهجية method approach, نسبة إلى طريقة التمثيل التي تعرف بهذا الاسم والتي يقوم فيها الممثل بمعرفة كل شي عن الشخصية قبل أن يبدأ في العمل .
وهناك من الناحية الأخرى , كتاب سيناريو يقومون بتشكيل القصة تدريجيا , بمعنى أنهم يحددون طبيعة القصة عن طريق التجريب في الحوار والتسلسل sequencing ووضع الخطوط الأساسية للمشهد , أو تتبع الشخصيات والأحداث الهامشية . . وهي طريقة أقل تنظيما وتسلسلا less linear ومثيرة للمشاكل بنسبة أكبر ولكنها من الممكن ان تكون ناجحة .. ويمكن ان نسمي هذه الطريقة بالطريقة العملية process approach لان عملية الكتابة نفسها هي التي تحدد ما سوف يكون علية الشكل النهائي للسيناريو
ولكن كثير ما بدأ كاتب سيناريو بنوايا خالصة للعمل بالطريقة المنهجية وانتهى به الأمر بالطريقة العملية .. وهذا لا يعني الفشل .. فكتابة السيناريو تمر بمراحل مختلفة من العمل الإبداعي والذي يتضمن مزيجا من الموهبة والتعلم .. فمن خلال العمل بأي من الطريقتين يمكن كتابة سيناريوهات جيدة وأخرى سيئة ..
وهناك عدة وسائل يستطيع كاتب السيناريو استخدامها لتساعده على تنظيم مادة السيناريو والتخطيط للقصة ..
أ- التخطيط المبدئي لكل مشهد :
يجب أن يكون لكاتب السيناريو فكرة عامة أولا عما يريد أن يكتبه حتى يحمي نفسة من الوقوع في التفاصيل الجانبية فيحيد عن فكرته الأساسية . وان هذا النوع من التخطيط يسمى تخطيط " مشهد بمشهد" .. ويستطيع كاتب السيناريو البدء بهذا النوع من التخطيط بعد أن يكون قد أوضح العناصر الأساسية في القصة مثل الفكرة الأساسية , ودوافع البطل ورسم الملامح العامة لشخصيته والعلاقات والمواقف الرئيسية . ومن المفضل ألا يبدأ كاتب السيناريو في التعمق في عنصر ما دون أن يكون لديه التخطيط المبدئي أولا
ومن الوسائل التي يستخدمها كتاب السيناريو للتخطيط للمشهد استخدام كروت صغيرة لتدوين المشاهد عليها , فتساعد هذه الطريقة على إدخال التعديلات السريعة بالاضافة أو بالحذف أو إعادة ترتيب الكروت, وتكون هذه الوسيلة أكثر عملية من إعادة كتابة خطة السيناريو كلها على الورق كلما كان هناك ضرورة للتعديل
ويعتبر أفضل وقت لكتابة السيناريو هي بعد أن يكون كاتب السيناريو قد أكمل التخطيط المبدئي للمشاهد مشهدا مشهدا . وتكون التغيرات البنائية في السيناريو أسهل في التخطيط منها في النص المكتوب . كما أنه ليس هناك ضرر من كتابة أجزاء من الحوارات أو الأفعال , فهذة الطريقة قد تلهم كاتب السيناريو بأفكار أو علاقات جديدة . ولكن يجب أن يتجنب كاتب السيناريو كتابة حوارات طويلة لان ذالك يدفعه في الدخول المبكر في القصة
ثالثا : البحث :
ان آلية البحث مهمة في عملية كتابة السيناريو فمثلا النصوص التي تتعلق بأحداث تاريخية قد تحتاج لعقد مقابلات أو قراءة مصادر أولية كالجرائد أو كتب التراجم والسير أو مذكرات , كما أن الإنترنت قد أصبح مصدرا هاما ومتنوعا للمعلومات...
رابعا : الشخصية :
يساعد كتابة سيرة ذاتية مصغرة للشخصيات الرئيسية على تحديد صفات وقيم تلك الشخصيات والتي تكون مغروسة في ماضي هذة الشخصيات
بعد أن يكتمل التخطيط المبدئي للنص , ويساعد تسجيل الشخصيات حسب المشاهد على معرفة إذا كانت الشخصيات قد تطورت بشكل منتظم ومنطقي خلال النص كما يساعد ذالك التسجيل المنظم أيضا على تحليل البناء القصصي ..
وهناك قاعدتان أساسيتان تتعلقان ببناء الشخصية لخلق دراما جيدة :
القاعدة الأولى :- هي أن تنبع من الشخصية . وهذا يعني أن الشخص الذي يدور حوله الفيلم هو الذي يحدد دائما اتجاه القصة .. بذالك لا تكون الحبكة محض سلسلة من الأحداث التي تقع لشخصية ما , ولكنها سلسلة من الأحداث تقع نتيجة للاختيارات التي تقوم بها الشخصية ...
القاعدة الثانية :- هي أن الرحلة الأهم هي تلك التي يقوم بها البطل داخل نفسه .. بمعنى أنه أيا كان ما يحدث للشخصية فإن القصة ستظل غير كاملة ما لم تتغير الشخصية بشكل واضح نتيجة تجاربها
ولكن كيف لنا أن نطبق هاتان القاعدتين على القصة التي نود سردها؟؟
مثله مثل كافة أنواع الفن , نفترض كتابة السيناريو درجة من التعبير الحر والموهبة . ولكنها أيضا تتطلب قدر من التمكن العلمي من أدوات هذا الفن .. واجادة كتابة السيناريو تمثل كثير إجادة كتابة روايا أو مسرحية , تبدأ من عشق الكلمة والوله بالأفكار , ولكن الكتابة للسينما تتطلب بالضرورة الاهتمام بالصورة والعمل بها فإذا لم يكن باستطاعة كاتب السيناريو رؤية الأحداث أمام عينيه فأنه لن يستطيع ان يصيغها بصريا
البطل والعالم والرحلة :
البطل : هو الشخصية الأساسية في أي دراما والشخصية لا تكتمل إلا من خلال الأحداث التي تقع على مدار القصة
ربما تتطلب عملية خلق البطل صعوبات بالغة , وربما تتم على العكس من ذالك في سهولة ويسر فأحيانا ما تأتي الشخصية كاملة من كل ناحية لتقول لك " ها أنا ذا ! " .. وفي أحيان أخرى تفر الشخصيات من يد الكاتب فيطول الوقت الذي يستغرقة ليجعل منها شخصية واقعية , أو تنقلب في غمضة عين إلى شخصية مملة بلا جاذبية . فخلق بطل جيد مثل تربية طفل , عملية تحتاج لكثير من الحب والعطاء وسعي دائما لتحقيق العمل المطلوب .
يرى بعض كتاب السيناريو ان أسهل طريقة لخلق بطل هو تخيله في موضع اتخاذ قرار في حين آخرون أن تخيل البطل في علاقة مع غيره من الشخصيات يكشف الكثير عن طبيعته
ويعتمد كتاب آخرون على البطل نفسه , فيعطونه الفرصة في الحديث المباشر مع المتفرج للتعبير عما يجول بخاطره وكلها طرق مقبوله لخلق البطل . وهو أن تقضي معه بعض الوقت قبل الكتابة
وأول ما يجب ان تعرفه ككاتب سيناريو عن بطلك هو ما الذي يعشقه , أو ما شاغله الشاغل . فمعظم الأبطال لديهم هدف . او احتياج . أو رغبة عارمة في شي ما فما الذي يحرك بطلك؟
ما الذي يريده ولا يمكنه الاستغناء عنه أبدا في هذا العالم ؟ ما الذي يمكنه أن يضحي به من أجل هدفه هذا ؟ وهل هذا البطل في سعي حثيث نحو شي ما؟ أم أنه في حالة تراجع وهروب من شي ما ؟ أو شخص ما أو تجنب لشي ما أو شخص ما؟ وفي كل هذه الحالات تظل قاعدتي الدراما قائمتان , لأن حتى أكثر الأبطال سلبية قادر على اتخاذ موقف تحدد مسار الأحداث.
البحث عن عالم السيناريو :
عالم السيناريو هو أحد أهم العناصر المرئية في القصة .. وهو يتحدد عادة من الصفحة الأولى قبل ظهور البطل والعالم والبيئة التي ينتمي إليها البطل .. أو التي يجد نفسه ينطلق منها , وقد يولد البطل في عالم , ومايلبث أن يجد نفسه مضطرا لهجره وليحلق برحلته .. وقد يجد نفسه متورطا في عالم جديد عليه وقد يسعى بإرادته لتغيير عالمه بحثا عن وعود ورغبات واحتياجات ما ...
وأفضل العوالم الواقعية أو المتخيلة , هي تلك التي تخلق إحساسا حيا بالزمان والمكان , وتعكس الراحة النفسية للبطل وكيفية استجابته للعالم , وهي جزء من عملية اتخاذ القرار التي تساعده على مدار القصة ..
وأحيانا ما يحدث , أن ينهار العالم الذي تبدأ به القصة وينتهي , وتدخل الشخصية أو يزج بها إلى عالم أخر .. هنا يجب رسم هذا العالم الآخر أيضا رسما موحيا لإثراء وتعميق حركة البطل إلى ذالك العالم . وغالبا ما تتضح صورة عالم ما عند مقارنته بعالم أخر مغاير .. بحيث يقدم ما يفقده الآخر , وعادة ما يكون للعالمين أهمية كبيرة في تحقيق وتنفيذ أهداف البطل ..
من أين يبدأ البطل ؟
تبدأ القصة عادة بحدث ما يستدعي بداية الرحلة . وهذا الحدث يؤثر على البطل بشكل مباشر أو يؤثر على بيئته
أو أسرته أو أصدقاءه أو مجتمعه أو مبادئه ومعتقداته .. وهنا يكون على البطل اتخاذ عدة مواقف , كما سيحدث مرات عديدة على مدار رحلته وتشكل جملة هذه المواقف الأولية بالسيناريو
الحوار :-
في السيناريو هناك لحظات يصبح فيها مايقال بالكلام , هام جدا , فالحوار يدعم المحتوى البصري للمشهد ويدفع بالحدث للأمام فإذا لم تحقق هذه الأهداف , ومهما كانت جودة كتابته , فإنه يكون معطلا لحركة الفيلم وإيقاعه
\وعند كتابة الحوار يجب أولا أن نطرح السؤال : ما ضرورة هذا النص المنطوق لسرد القصة ؟ وهل يوصل الصمت الفكرة بشكل أفضل ؟ فعندما يكون هناك حوار بين اثنين ليس بالضرورة أن يتكلما طوال الوقت وبقدر الإمكان يجب التفكير في طرق مرئية للحوار غير استخدام الكلام . فإذا تقابل شخصان في الشارع وقال أحدهما " أهلا كيف حالك؟" ليس على الأخر أن يقول أوتوماتيكيا " الحمد لله . وكيف حالك انت؟" بل لعله يتنهد فقط , أو يهز كتفيه , ومثل هذا التصرف يعطي إجابة لا تعتمد على الكلمات ولكنها تقول الكثير في نفس الوقت .
والحوار الجيد هو الذي ينظم إيقاعات المشهد .. فأي مشهد تحقيق على سبيل المثال يتضمن تعذيب المتهم ثم اعترافه له ثلاث وحدات إيقاعيه فهو يتحول من حالة في المشهد إلى حالة أخرى ثم إلى حالة ثالثة وتحديد وحدات الإيقاع يساعد على تحديد واتساق الهدف وكل سطر من الحوار يدفع بهدف المشهد إلى الأمام حتى يحقق مايسعى إليه ..
ويتطلب الحوار أيضا الأخذ في الاعتبار ما تريده كل شخصيه وكيف تحاول الوصول إلى ما تريده فالسيناريو الذي يدور حول رجل يسعى بإصرار لتغيير بلدته الصغيرة يمكن أن يحتوي مشهدا في مطعم يحكي فيه الرجل عن أحلامه لأحد أصدقاءه وقد يتضمن حوار هذا المشهد قفزات طويلة يتحدث فيها البطل عما يتوق إليه ولكن ربما مثل هذا الاختيار يقول أكثر من اللازم وأكثر مما نحتاج لمعرفته واختيار آخر هو أن يظهر صامتا أثناء طرح أصدقاءه لأسئلة لايستطيع تقديم إجابه عليها .. واختيار ثالث هو ان يحاول التعبير عن أحلامه ويحبطه في ذالك صديقه وكل هذه الاختيارات يمكنها أن تكشف الكثير عن البطل وعن المعوقات الموجودة في طريقه
ويمكن رسم صورة لهذا البطل من خلال المزج بين الطرق المختلفة في سلسلة من المشاهد التي تظهر فيها الشخصية وتقوم بأفعال وردود أفعال على الأخرين .
خامسا : التقييم :
تعتبر من أفضل السيناريوهات تلك التي تعدل عدة مرات لذا فإن التقييم يكون عنصر مهم في عملية كتابة السيناريو ولأن تحليل النص في غاية الأهمية فيضل تقسيمها على عدة خطوات
1- القصة العامه :
إذا أردنا النص يجب أولا إلقاء نظره عامة على المواقف الأساسية في القصة لذا فأن تدوين بعض الملاحظات المبدئية حول النص بعد قراءته قراءه سريعة يكون ضروريا ويمكن وضع بعض العلامات كموجب + للمشاهد القوية أو – للمشاهد الضعيفة
2- الشخصية والفعل
تكون الخطوة التالية في تحليل وتقييم النص هي التركيز على الشخصية والفعل فيتم قراءة أجزاء من كل شخصية رئيسية في النص في مواقف مختلفة مع الاحتفاظ بالنظرة العامة للنص دون التركيز على التفاصيل ويتم تدوين بعض الملاحظات عن رغبات الشخصية ودوافعها هوية المشاهد والصراع يوضع أيضا بعض العلامات مثل +,- لتقييم مدى ضعف أو قوة رغبة البطل على طول النص
3- الحوار والفكرة :
يكون الهدف في المراجعات التالية للنص هو تنقية الحوار وبيان الفكرة الأساسية لذا تكون القراءة الجماعية مفيدة في محاولة تحليل النص حيث توضح إذا كان الحوار في النص منطقي التدفق . والقراءة الجامعية هنا تساعد على اكتشاف أين هي المواضع التي يختل فيها التوازن وأين هي نقاط توازنه
أما بالنسبة للفكرة الأساسية وبسبب تعقيدها فلا يمكن التعامل معها إلا بعد تنقية باقي العناصر في النص خاصة الصراع الداخلي للبطل .
سادسا :- نقد الطرف الثالث:
تحتاج كل النصوص إلى عين ناقدة خارجية ولا يمثل أفراد العائلة تلك العين لأنهم بالعادة يكونون منحازين قد تمثل العين الناقدة قارئ صادق ذو نظرة عميقة وقد يواجه أيضا هؤلاء القراء مشاكل أساسية في النص يصعب عليهم تحديدها ويستطيع كاتب السيناريو مساعدة القارئ الناقد بأن يسأله بعض الأسئلة التي تخص دوافع البطل ,الحوار أو الفكرة تساعده تحديد مصدر المشكلة مع حلول محتملة .
سابعا : إعادة لكتابة :
تبدأ إعادة الكتابة لنص بعد أن يكون قد تم تقييمه ويعتقد كثير من كتاب السيناريو أن البراعة الحقيقية في كتابة النص تأتي في تلك المرحلة تبعا لمقولة " السيناريو ليس عملية الكتابة هي إعادة الكتابة " وحين يواجه كاتب السيناريو الشك فيما كتب فعليه أن يلتزم بالبساطة فهي من أهم قواعد كتابة السيناريو
ثامنا : مراجعي النص :
يعتمد الكثير من كتاب السيناريو أن النص السينمائي يجب أت تتم مراجعته بواسطة مراجعين متخصصين قيل أن يكتمل ولكن غالبا ماتكون تلك الخدمة مكلفة ماديا كما انها ليست بالضرورية
لان هذه المرحلة تعتمد بشكل كبير على مدى ثقة كاتب السيناريو بالنص ومدى التشجيع المهني الذي يلاقيه
ويمكن الرجوع لمراجعي النص إذا ما لاقى كاتب السيناريو صعوبة حقيقية مع النص ولايستطيع اكتشاف المشكلة ...